السعادة
السعادة ينبوع يتفجر من القلب ، لا غيث يهطل من السماء ، وأن النفس الكريمة
الراضية البريئة من أدران الرذائل وأقذرها ، ومطامع الحياة وشهواتها ، سعيدة
حيثما حلت ، وأنى وجدت ، في القصر وفي الكوخ ، في المدينة وفي القرية ، في
الأنس وفي الوحشة ، في المجتمع وفي العزلة ، بين القصور والدور ، وبين الآكام
والصخور .
فمن أراد السعادة فلا يسأل عنها المال والنسب ، وبين الفضة والذهب ، والقصور
والبساتين ، والأرواح والرياحين ، بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه فهي ينبوع
سعادته وهنائه إن شاء ، ومصدر شقائه وبلائه إن أراد ، وما هذه الابتسامات التي
نراها تتلألأ من أفواه الفقراء والمساكين ، والمحزونين والمتألمين لأنهم سعداء في
عيشهم ، بل لأنهم سعداء في أنفسهم .
وما هذه الزفرات التي نسمعها تتصاعد من صدور الأغنياء والأثرياء ، وأصحاب
العظمة والجاه ، لأنهم أشقياء في عيشهم ، بل لأنهم أشقياء في أنفسهم ، وما كدر
صفاء هذه النفوس وأزعج سكونها وقرارها ، وسلبها راحتها وهناها مثل عاطفة
البغض ، ولا أنار صفحتها وجلى ظلمتها مثل عاطفة الحب ، فأشقى الناس جميعا
المبغضون الذين يضمرون الشر للعالم ، فيجزيهم العالم شرا بشر ، وأسعدهم جميعا
المحبون الذين يحبون الناس ويمنحونهم ودهم وصفاءهم ، فيمنحهم الناس من بنات
قلوبهم مثل ما منحوهم .
بنات القلوب معناها : الهموم والأسرار
عن كتاب الفضيلة : لمصطفى لطفي المنفلوطي
ننتظر آراءكم وردودكم
السعادة ينبوع يتفجر من القلب ، لا غيث يهطل من السماء ، وأن النفس الكريمة
الراضية البريئة من أدران الرذائل وأقذرها ، ومطامع الحياة وشهواتها ، سعيدة
حيثما حلت ، وأنى وجدت ، في القصر وفي الكوخ ، في المدينة وفي القرية ، في
الأنس وفي الوحشة ، في المجتمع وفي العزلة ، بين القصور والدور ، وبين الآكام
والصخور .
فمن أراد السعادة فلا يسأل عنها المال والنسب ، وبين الفضة والذهب ، والقصور
والبساتين ، والأرواح والرياحين ، بل يسأل عنها نفسه التي بين جنبيه فهي ينبوع
سعادته وهنائه إن شاء ، ومصدر شقائه وبلائه إن أراد ، وما هذه الابتسامات التي
نراها تتلألأ من أفواه الفقراء والمساكين ، والمحزونين والمتألمين لأنهم سعداء في
عيشهم ، بل لأنهم سعداء في أنفسهم .
وما هذه الزفرات التي نسمعها تتصاعد من صدور الأغنياء والأثرياء ، وأصحاب
العظمة والجاه ، لأنهم أشقياء في عيشهم ، بل لأنهم أشقياء في أنفسهم ، وما كدر
صفاء هذه النفوس وأزعج سكونها وقرارها ، وسلبها راحتها وهناها مثل عاطفة
البغض ، ولا أنار صفحتها وجلى ظلمتها مثل عاطفة الحب ، فأشقى الناس جميعا
المبغضون الذين يضمرون الشر للعالم ، فيجزيهم العالم شرا بشر ، وأسعدهم جميعا
المحبون الذين يحبون الناس ويمنحونهم ودهم وصفاءهم ، فيمنحهم الناس من بنات
قلوبهم مثل ما منحوهم .
بنات القلوب معناها : الهموم والأسرار
عن كتاب الفضيلة : لمصطفى لطفي المنفلوطي
ننتظر آراءكم وردودكم